نافع النيفر: أي مستثمر سيخاطر و يتجرأ على الإستثمار في بلد تقوم فيه مجموعات بتعطيل الانتاج ؟
العوائق الغير معلنة للتنمية الجهوية
بالرغم من التحفيزات المالية و الجبائية الهامة الممنوحة للمشاريع المنجزة بتلك المناطق، فإن الاستثمار لم يعرف تطورا يذكر بل تراجع بشدة خلال السنوات الاخيرة.
و إلى جانب غياب استراتيجيات نيرة لإدماج تلك المناطق بسلاسل القيمة ، و تردي الخدمات العموميةو خاصة الصحة و التعليم (مما لا يشجع على بقاء الكفاءات وًالاطارات على عين المكان). فإن من أهم الأسباب لذلك التراجع ، هو السمعة السيئة التي نجحت بعض المناطق في إرسائها في أذهان المستثمرين!
فبعض المناطق شاع صيتها(حتى لدى الأجانب !!!) بإنعدام ثقافة العمل و الإنضباط وبالمطلبية السلبية.
و البعض تعود على الكسب المريح (كتجارةالمواد المهربة)و الأجور ،المدفوعة و هم بالمنزل (كعمال الحضائر و البستنة).
فمن منهم سيرضى هناك بالعمل الجدي في مصنع 8 ساعات في اليوم و 6 أيام في الأسبوع مقابل أجرة “عادية”؟
أما الأخطر فهو ما يقوم به البعض من تعطيل إنتاج الفسفاط و النفط و غلق الطرقات أمام شاحنات البضائع!
فبقطع النظر عن الأسباب الموضوعية التي دفعت بهؤلاء لتلك التصرفات، فإن العواقب ستكون وخيمة على المتساكنين نفسهم وأبنائهم:
1/فأي مستثمر سيخاطر و يتجرأ على الإستثمار هناك و التحول إلى رهينة؟
2/ فبأي إمكانيات ستتمكن الدولة (التي لا نتأخر عن إضعافها وإفلاسها وحرمانها من الموارد المالية ) بتحسين جاذبية تلك المناطق و ظروف العيش بها؟
3/ و كيف نحافظ على وحدتنا كتونسيين و على تماسكنا وتظامننا ،إذا مل و فاض كأس سكان مناطق أخرى ،يشتغلون و ينتجون و يخلقون الثروة و يدفعون الأداءات…..كي تكون لقمة باردة لمن يتخذ إقتصادنا رهينة؟
و لن تكون اي تنمية جهوية إذا لم تكن لنا الجرأة والشجاعة لتناول تلك المواضيع علنا من طرف الحكام و السياسيين و الإعلام !!
نافع النيفر عضو المكتب التنفيذي للمعهد العربي لرؤساء المؤسسات