مقالات رأي

الرجل الذي قال لا للغنوشي (راي)

من السذاجة الاعتقاد بان الصراع الدائر حاليا بين حركة النهضة او شق منها وبين ورئيس الحكومة الفخفاخ هو صراع على خلفية ما يعرف بقضية تضارب المصالح، فالمتابع للمشهد السياسي يدرك جيدا ان هذا الصراع انطلق منذ تشكيل الحكومة ومنذ انطلاقاتها، كان في شكل حرب باردة وبعض الضربات في الخلف وكثير من المناورات ليتحول الى مواجهة مباشرة ومفتوحة في الاسابيع الاخيرة، والمتابع للمشهد السياسي يدرك ايضا ان شبهة تضارب المصالح هي فصل من فصول هذا الصراع ولست محوره ولا سببه”.

الصراع بين النهضة والفخفاخ له سببان رئيسيان :

1-قيس سعيد: النهضة منذ البداية منزعجة من العلاقة بين قيس سعيد والفخفاخ وتنسيقهما المشترك ووضع الرئيس ليده على جزء من السلطة التنفيذية عبر الشخصية الاقدر، وترى ان دورها في الحكومة يجب ان يكون اكبر من رئيس الجمهورية وبصمتها يجب ان تكون اوضح.

السبب الثاني هو صراع  الحكم “من يحكم”، فالفخفاخ يعتبر انه يجب ان يقود  حكومته بكل استقلالية وان يسير في توجهات جديدة تقطع مع الماضي في حين ان حركة النهضة تعتبر انها هي الحزب الفائز وبالتالي فعلى رئيس الحكومة ان يسير في فلكها وان يمنحها المزيد من التعيينات في الدولة ولعل رفض الفخفاخ لتعين كل من عماد الحمامي واسمة بن سالم كمستشارين في القصبة احد فصول هذا الصراع الغير معلنة.

النهضة اعتقدت ان شبهة تضارب المصالح هي الفرصة المناسبة لها لإخضاع الفخفاخ لها ووضعه “تحت الصباط”وابعاده عن قيس سعيد، لكنها تفاجأت بشخص متعنت رفض الخضوع وهو في وضعية ضعف سياسي وقال لها لن اخضع للابتزاز “واذا ماكمش مقتنعين اخرجو من الحكومة” ..

الفخفاخ ربما له عديد الأخطاء ويمكن لومه على كثير من الاشياء، لكن ما يحسب له سياسيا هو انه ورئيس الحكومة الوحيد منذ الثورة الذي قطع مع سلوك ٍّّ الخضوع السياسي والارتماء في احضان مونبليزير وقطع مع سلوك سياسي دمر الحياة السياسية في تونس وهو تعامل رؤاساء الحكومات مع حركة النهضة، بطيعة ولين وكثير من الحسابات وفي بعض الاحيان خضوع المطلق.

الشيء الايجابي الاخر في المشهد السيسي الحالي، هو تحرك عديد المؤسسات والاحزاب رغم تناقضاتها واختلافاتها بشكل موحد من اجل التصدي لسلوك سياسي غير سليم انتهجته حركة النهضة منذ سنوات، وهو اسلوب التذاكي والغرف والمناورات وضرب راس براس والتكتيك…وهذا السلوك هو احد الاسباب التي اضربت بالانتقال الديمقراطي وبالنهضة نفسها..

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى