(راي المراسل) جوهر بن مبارك..مات الملك ..عاش الملك !
بمجرد ان غرقت سفينة الفخفاخ وهو كان احد اعضاء فريقها، سارع جوهر بن مبارك للقفز من هذه السفينة للنجاة بنفسه ولو ان القفز من السفن بعد غرقها بتلك الطريقة ليس من علامات “الرجولة” السياسية.
بن مبارك لم يكلف نفسه عناء الانتظار بضع ايام بعد الاستقالة ليأخذ مسافة من المشهد الحالي و”يبرد وجهوا” خاصة وانه كان احد عناوين الفشل البارزة في حكومة الفخفاخ واحد نقاط ضعفها وهو الذي كانت الاضطرابات الاجتماعية والاعتصامات تندلع في كل مكان بحل فيه. لكنه و”بصحة رقعة ” غريبة يطل سويعات بعد استقالته لينظر علينا في شكل الحكومة التي يجب ان يختارها الرئيس وتوجهاتها ومكوناتها، .
بن مبارك لم يكتفي فقط بالتدوينات بل عاد ايضا للظهور في وسائل الاعلام مكررا ذلك الاسلوب الركيك في التنظير السياسي الذي كان قد استعمله من قبل للتقرب من حكومة الجملي التي سقطت وحكومة الفخفاخ التي اسقطت بعد قرابة 5 اشهر من تشكلها.
ولإيجاد عذرية سياسية جديدة وسريعة ، عاد بمن مبارك لاستعمال اسلوب قديم استخدمه في السنوات الاخيرة وهي “تقنية” التحذير من قوى الشر واعداء الثورة والسعودية والامرات معتقدا انه وبتكرار هذا الاسلوب قادر ان يجد مجددا مكان له في المحور المقرب من حركة النهضة وقادر على ان يجد مكان جديد له في المشهد السياسي.
جوهر بن مبارك ليس حالة معزولة بل هو احد عناوين هذه الطبقة السياسية الانتهازية والفاشلة، التي عودتنا طوال 10 سنوات ب”صحة الرقعة” وعدم اخذ مسافة من مهازل هي من تشارك فيها، طبقة سياسية عودتنا بالمواقف حسب المصالح وحسب الطلب، طبقة سياسية عودتنا بالتلون وانقلاب المواقف فكل شيء جائز من اجل التموقع والمصالح….
الامس الملك سياسيا…واليوم انطلق بن مبارك في رحلة البحث عن ملك جديد، بنفس الاسلوب نفس القنوات التي ستعيد استضافته ونفس المواقف التي ستتكرر ونفس الاسلوب الذي سيعاد… وانه لمشهد رديء حتى التعفن…