دخل طلبة دار المعلمين العليا منذ يوم الخميس 26 نوفمبر 2020 في تحركات إحتجاجية تمثلت في الإضراب عن الدراسة و تنفيذ وقفات إحتجاجية أمام وزارة التربية و ذلك بعد أن تراجعت هذه الأخيرة عن إلتزامها تجاه أنجب طلبة تونس بإنتدابهم آليا و الحال أنهم كانوا قد نجحوا في مناظرة الدخول لأحد أعرق الجامعات التونسية و التي أُسست من أجل إعداد أساتذة تعليم ثانوي من ذوي التكوين البيداغوجي الجيد.
فمنذ تأسيس دار المعليمين العليا في أواخر الخمسينات كان إنتداب طلبتها في التعليم الثانوي يتم بصفة آليّة نظرا لصرامة معايير النجاح في مناظرة الدخول إليها و لجودة التكوين داخل أسوارها و للإحاطة المستمرة بطلبتها من خلال تربصات و مناظرات يشرف عليها متفقدون و أساتدة من خيرة ما أنجبت تونس.
زد على ذلك فإن أغلب طلبة دار المعلمين العليا هم طلبة سابقون بالمعاهد التحضيرية التي تؤمّن بدورها تكوينا متميّزا في إختصاصات اللغات و الآداب و العلوم الإنسانية و كذلك في إختصاصي الرياضيات و الفيزياء.
و رغم كل هذه الإستحقاقات التي مرت و تمر بها أجيال من طلبة دار المعلمين العليا و الذين طالما برهنوا عن جدارتهم كأساتذة تعليم ثانوي و أساتذة مبرزين بالتعليم العالي إلا أن وزارة التربية فاجأت الجميع هذا العام من خلال تحديد عدد المنتدبين في مشروع قانون ميزانية 2021 بــــــــ15 أستاذ بينما يتوقع أن يتخرج قرابة ال80 أستاذ من دار المعلمين العليا هذا بعنوان السنة الدراسية 2020ـ2021.
بعض النقابات الجامعية و الطلابية إنظمت لهذه التحركات الإحتجاجية في إنتظار ما ستبوح به الأيام القادمة.
محسن حريزي