متفرقات

كواليس ليلة 14 جانفي على لسان هيلاري كلينتون : هكذا خططت للانقلاب على بن علي وهؤلاء نفذوا تعليماتي

في ترجمة فرنسية لفقرات من كتاب مذكرات وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة “هيلاري كلينتون” الذي صدر في واشنطن منذ أسابيع بعنوان “الخيارات الصعبة” ، جاءت اعترافات ليست غريبة عن كتب مذكرات المسؤولين الكبار في أمريكا حيث تتحول كتبهم بعد مغادرتهم للسلطة الى وثائق أساسية من منبعها الأول يتناولها المؤرخون و الباحثون بالدرس و التدقيق.

وتناولت المذكرات أحداث لليلة 14 جانفي – يناير2011 في تونس وما اثارته من جدل و من لغط و أحيانا من استقطابات سياسية و بعضها أكاذيب . 
 تقول هيلاري كلنتن: ” أمرنا من خلال سفارتنا في تونس ليلة 14 جانفي (يناير) بغلق المجال الجوي التونسي و تحريك قوات المارينز الأمريكية المتمركزة في صقلية نحو تونس في حالة عدم رضوخ الرئيس زين العابدين بن علي للواقع و رفضه مغادرة السلطة ثم اتصلت بالمتعاونين معنا في تونس (لم تفصح الوزيرة عن هوياتهم حيث استعملت عبارة collaborateurs) فهل هم تونسيون متعاملون مع واشنطن أو أجانب يعملون في المخابرات الامريكية؟
 وعودة الى نص الوزيرة الامريكية المتقاعدة :”إتصلت بالمتعاونين معنا وطمأنتهم بأنهم ليسوا مستهدفين وأصدرت لهم تعليماتي بأن يقدموا للرأي العام ما حدث على أنه ثورة! وقدمت شخصيا السند والمساعدة لعلي السرياطي مدير الأمن الرئاسي و رشيد عمار قائد الأركان و فؤاد المبزع رئيس البرلمان…
“.
 وأضافت الوزيرة :” أنا أشرفت بنفسي على تسيير العملية و اتصلت بوزير الدفاع رضا قريرة للتنسيق معه في كل خطوة نخطوها. وأهم التعليمات أصدرتها لعلي السرياطي بكل شدة والذي قلت له :” لا تتدخل حتى نتمم المهمة و طلبت منه أن يبلغ الرئيس بن علي أن الولايات المتحدة ستغلق المجال الجوي التونسي مع حلفاء أوروبيين إذا ما تعنت و رفض مغادرة السلطة (و البلاد). و لا أدري هل تم إبلاغ بن علي برسالتي؟.. الذي أعرفه أن فؤاد المبزع أسرع بجمع أغراضه من مكتبه و التجأ إلى بيته ، و أتذكر أننا راقبنا سفير ليبيا في تونس الذي سارع بالإبراق إلى العقيد القذافي ليضعه في الصورة و ينقل له ما لديه من معلومات ..و كان جواب القذافي الفوري هو التالي: “أبلغ الرئيس بن علي أنه في حالة إختياره رفض مغادرة الحكم و إجهاض المخطط الأمريكي الرامي أولا إلى تمكين الإسلاميين من السلطة فإنه سيجدني جاهزا للتدخل العسكري السريع لأنني أدرك أن الإدارة الأمريكية من خلال فوضى تونس فهي تستهدفني أنا و ليبيا”!!
إنتهت الفقرة الرهيبة المشحونة بأسرار تلك الليلة التونسية الفاصلة ونحن ننقلها للقراء و المؤرخين عساهم يتوسعون في تحليل ما صرحت به الوزيرة الأمريكية إنارة لتاريخنا الحديث و استشرافا لتداعيات ما حدث تلك الليلة على المستقبل في بلادنا و إقليم المغرب العربي بأسره.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى