سياسة

نائلة السليني لقيس سعيّد: خاصمتنا بالقرآن وأنت غريب عنه.. واللّي يلعب ما يَنْغرْشْ

اعتبرت المفكرة نائلة السليني أن “نبرة” رئيس الجمهورية قيس سعيّد خلال خوضه في مسألة المساواة في الميراث أمس الخميس 13 أوت 2020 الموافق لعيد المرأة “نبرة ترفض الجدل أو النقاش” قائلة “نبرتك، أيّها الزميل واثقة وصارمة، ومع ذلك لو فتحت المصادر القديمة في علوم القرآن والتفسير لتبيّن لك أنّ القدامى لم يكونوا بمثل هذا الوثوق في جميع مقالاتهم وإنّما اتسمت مصنفاتهم بالحذر وبالحرص على جمع المواقف مهما كانت مختلفة..”.

وأضافت السلّيني في تدوينة نشرتها على صفحتها الخاصة بفايسبوك موجهة لقيس سعيّد “أنا أعلم أنّك غير مطّلع على هذا الباب، لأنّك لو اطلعت عليه لكنت أشدّ تواضعا. لكن لا باس فلنواصل طريق الضياع الذي سلكت في تفسير القرآن.. أنت الليلة يا سيدي الرئيس خاصمتنا بالقرآن. وكان يمكن أن أسكت لكنّك لمست أمرا رأيت انّك غريب عنه” مستحضرة قولة علي ابن ابي طالب لابن عبّاس عندما ارسله إلى الخوارج لمحاورتهم “لا تُخاصِمْهم بالقُرآن؛ فإنَّ القُرْآن حمَّالُ أوجُه، ذو وجوه، تقول ويقولون”.

ولفتت المشرفة على كتاب “ميراث النساء ووهم قطعية الدلالة” الى أن سعيّد اعتبر المواريث قطعية الدلالة، وأن في ذلك دليل وحجة على خلط بين ما فهم الفقهاء وما ورد في القرآن، قائلة “ذهبتَ إلى أنّنا شعب نحتكم إلى قطعية الدلالة  وفي هذا القول انزياح خطير خاصّة إذا صدر من مختصّ في الدستور”.

وتساءلت أستاذة الحضارة العربية “ما فائدة الدستور إن كان القرآن تحدّث في كلّ شيء؟ وعلى هذا الأساس.. فالرجوع إلى تعدد الزوجات هو رجوع إلى الصراط المستقيم، وتطبيق احكام العدّة من الدين، وأصبح نسخ التبنّي أمرا محسوما، وكذلك الأمر بالنسبة لقطع يد السارق، وبصفة اخصّ اليد اليمنى.. وما قولك في أحكام الحِرابة وقطع أيديهم من خلاف؟؟ آه نسيت الظِهار، بما أنّ النصّ أبانه حسب مذهبك.. والمحلّل؟؟ أسالك هل هو من القرآن أم من تاويل الفقهاء؟ بما أنّك عالم بكلّ شيء.. وختاما.. يبدو أنّ إبطال العبودية زيغ وبدعة و بما أنّ كلّ بدعة ضلال،علينا أن نستردّ احكامها.. لكن شرط تطبيق كل الأحكام التي تتصل بملك اليمين، واللي يلعب ما ينغرش، بما فيها تلك التي اجازها الفقهاء للمرأة، لأنّهم اعتبروا عورة المرأة أمام عبدها بين السرّة والركبتين..”.

وتابعت “أرأيت أين تذهب بنا حالتك التفسيرية؟؟؟ أرأيت في أيّ واد يهيم الإنسان عندما يقارب مجالا ليس من اختصاصه؟ أنت مثل هاو أخذ قسرا موسى جرّاح وأراد ان يفتح قلبا عليلا”.وأردفت “حديثي إليك الليلة هو حديث أستاذة إلى أستاذ، لأنّي لم أر فيك رئيسا، بقدر ما رأيت إنسانا حريصا على أن يتكلّم في جميع المواضيع والاختصاصات. مضيفة ” لم أعلّق على موقفك من الدستور لأنّي احترم الاختصاصات، وذاك عقد عرفي بيننا نحن الأساتذة، لكن، أن تدخل دون استئذان أهل الاختصاص إلى علم آخر، قد تكون هاويا فيه وأنت أعزل من آليات مقاربة ذلك العلم، فعندئذ لا استطيع ان أسكت، لأنّ في سكوتي إقرار ضمني بأنّ مسيرتي في التدريس ومقاربتي في بحوثي خارجة عن الموضوع وقائمة على أسس واهية”.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى