ريم ومهدي شابان تونسيان جامعيان جمعهما الحب وحب العمل والنجاح وتحدي الصعاب (صور)
ريم ومهدي شابان تونسيان جامعيات متخرجان قبل عقد من الزمن، حيث عملا في عدة وظائف، قبل أن يؤسسا مشروعهما الخاص. الشاب مهدي العقيلي (37 سنة)، درس التجارة، وزوجته ريم حشاد (34 سنة) إدارة أعمال، حيث رزقا بطفلين هما جهاد وخديجة، منذ زواجهما قبل أكثر من 10 سنوات. وتعلم الزوجان صناعة إكسسوارات وقطع أثاث منزلية، من قبيل الطاولات والكراسي وغيرها، باستخدام الخشب والحديد. مهدي، الذي يلقب نفسه “حديد”، كان يعمل كوكيل مقهى قبل أن ينتقل للعمل مع زوجته ريم، الملقبة بـ”لوح”، في ورشتها بالعاصمة تونس. وبمناسبة عيد الحب، الذي يصادف 14 فبراير/شباط من كل عام، تدخل الأناضول، عالم “لوح” و”حديد”، لتستكشف قصة نجاح أصيلة وفريدة. قصة حب الشابين، رافقتها قصة نجاح والكثير من الكفاح والنضال والعطاء، فرغم ظروفهما المادية الصعبة إلا أنهما تحديا الصعاب. (صور ياسين قايدي من وكالة الاناضول للانباء)
** من الجامعة إلى الحرفة
ريم اختارت حرفة النجارة، رغم أنها ليست من المهن التي تشغلها النساء في تونس، ويحتكرها الرجال.
وبمناسبة عيد الحب، الذي يصادف 14 فيفري من كل عام، تدخل الأناضول، عالم “لوح” و”حديد”، لتستكشف قصة نجاح أصيلة وفريدة.
قصة حب الشابين، رافقتها قصة نجاح والكثير من الكفاح والنضال والعطاء، فرغم ظروفهما المادية الصعبة إلا أنهما تحديا الصعاب.
لم تثنهما هذه الظروف عن تحقيق طموحاتهما، حيث زرعت ريم بذور هذا المشروع، عبر تأسيس ورشة لصناعة وترميم وتزيين الأثاث القديم، بالعاصمة تونس.
وفي حديثها للأناضول، قالت ريم، إنها تحمل في ذاكرتها منذ الصغر، حب مهنة النجارة، حيث تعلمت عن والدها الكثير من التفاصيل مما جعلها تعشقها منذ نعومة أظافرها.
وأضافت أن والدها كان مغرما بالتصميم رغم أنه كان عسكريا.
وأفادت بأن ما حفزها لدخول غمار هذا المجال هو غلاء أسعار الأثاث حيث أرادت تغيير ديكور منزلها إلا أنها صُدِمت بالأسعار الخيالية.
وأوضحت أن ذلك جعلها تتصفح مواقع عبر الإنترنت لتعلم صنع الأثاث، حيث بدأت مسيرتها في هذه المهنة من هذه النقطة.
** بداية الطريق
قامت ريم بصنع أثاث غرفة نوم أطفالها وإكسسوارات خشبية لقاعة الجلوس بمنزلها، مما جعل الأقارب والأصحاب يذهلون لإنجازاتها الإبداعية، ويطلبون منها أن تنجز لهم بعض الديكورات.
مهدي لم يستطع ترك زوجته في هذه المهنة لوحدها، فانضم إلى ورشتها الصغيرة، حيث أصبح مطورا للمنتوجات عبر إضافات مصنوعة من الحديد، وابتكارات جديدة.
وتزايدت الطلبات على الأثاث والإكسسوارات التي يتم إنتاجها في الورشة.
وأكدت ريم أن المشروع زاد في تأجيج نار الحب بينهما، حيث أصبحا لا يتفارقان لا ليلا ولا نهارا باعتبارها يشتغلان معا في ورشة واحدة.
وأردفت: “لم يحدث بيننا شجارات أو خصومات إلا بعض الخلافات العادية التي تغذي نسق الحياة الزوجية”.
وذكرت أنها تعلمت من زوجها الكثير حيث أصبحت اجتماعية أكثر من السابق باعتبار أنها كانت خجولة وجدية أكثر من اللازم، مؤكدة أن مهدي “يفيض بمشاعر الصدق والعطاء والرجولة”.
وأضافت أن دراستهما بالجامعة، ساعدتهما على النجاح في مشروعهما الفريد، كما جعلتهما يتقاربان فكريا وشعوريا.
هذا المشروع أصبحت مداخيله كثيرة لأنه ليس مشروعا تقليديا بل هو مشروع يرتكز على الإبداع والتصميم الفني المبتكر، ويعتمدان على تطوير وتحويل الخشب المستخدم إلى أثاث عصري ومبتكر.
قصة رومنسية فريدة من نوعها استثنائية وخارجة عن الأطر العادية فترى مهدي يأخذ بيدها ويساعدها في التفاصيل الصعبة أثناء عملها، وريم تريحه وتسانده في الأوقات الحرجة وتخفف عليه من وطأة التعب.
تقوم ريم برحي اللوح الخشبي، وقصه ودق المسامير ورفع الخشب الغليظ، ومهدي يقوم بتذويب الحديد وصقله وتركيبه، ليجعلا من مصنوعتهما تحفا فنية متميزة تباع بأسعار جيدة.
** مشروع يقوي علاقة الحب
هذا المشروع اتخذ منحى متطورا حيث بات الزوجان يؤثثان الفنادق والإقامات السياحية الجبلية والفيلات الفخمة والمقاهي الفاخرة بمختلف محافظات تونس.
هذا الوضع المادي الجديد لم يستطع إفساد قصة العشق الجميلة بين الشابين، بل قواها أكثر بكثير ودعمها .
وقال مهدي، للأناضول، إنه لم يستطع ترك زوجته المتوهجة نشاطا وعزيمة لوحدها في نصف الطريق المليء بالأشواك والمطبات الصعبة.
وأوضح أن علاقة الحب التي يعيشاها تتقوى يوما بعد يوما بفضل عطاء زوجته الفياض لمشاعر المحبة والوفاء والإخلاص.
وأشار أن حياته مع رفيقة دربه لا تحتاج إلى عيد فقط للحب بل أعياد حب متتالية زادها عشقا ولادة طفليه.