الصادق جبنون: بعد الكوفيد الصحي دخلنا الآن في الكوفيد الاقتصادي
أكّد الخبير الاقتصادي والناطق الرسمي باسم حزب قلب تونس الصادق جبنون اليوم الإثنين 17 أوت 2020 بخصوص انكماش الاقتصاد الوطني خلال النصف الاول من 2020 بنسبة 11،9 بالمائة مقارنة بالفترة ذاتها من 2019، وفق مؤشرات نشرها المعهد الوطني للإحصاء، السبت، أنّه بعد الكوفيد الصحي دخلنا الآن في الكوفيد الاقتصادي وفق قوله.
وكان الاقتصاد الوطني قد انكمش بشكل غير مسبوق بـنسبة 21،6 بالمائة خلال الثلاثي الثاني من سنة 2020 مقارنة بالفترة ذاتها من 2019، وفق مؤشرات المعهد الوطني للإحصاء، وقال جبنون: “هذا الانكماش في النمو غير مسبوق، ولم يقع تسجيل هكذا نسب سلبية منذ تأسيس المعهد الوطني للإحصاء” على حد تعبيره.
وتابع جبنون: “الاقتصاد كان يتأرجح بين 2 و3 بالمئة وهي نسبة إيجابية لكنها كانت متأتية من الضغط الجبائي أساسا الذي يقتل الاستثمار، خاصة بعد الترفيع في نسبة الفائدة المديرية، والحكومة ظلت في سياسات رد الفعل رغم أنّ الكوفيد هو أكبر أزمة اقتصادية عرفها شمال إفريقيا والشرق الأوسط وفق تقارير المنظمات الدولية”.
وأضاف جبنون: “تعقيد الإجراءات بسبب البيروقراطية جعل عديد المؤسسات لم تستفد منها، ونسبة البطالة في الواقع تتجاوز 20 بالمئة.. واليوم وجب مساندة عدة قطاعات أساسية مثل صناعة الأدوية وقطع غيار السيارات والعقارات”.
وقال جبنون: “عدم استباق الوضعية أدى إلى هذه الانعكاسات الاقتصادية، وسنرى انعكاسات أخرى في الثلاثي الثالث ومفتاح حلّ الأزمة هو أرضية سياسية قوية، خاصة وأنّه لم يوجد لهذه الأزمة مثيل إلا أزمة 1929، ورهين الخروج من أزمة الكوفيد 19 هو التلقيح، ولن تعود السياحة قبل نهاية 2023”.
وأشار جبنون إلى أنه “لا يجب تكرار خطأ الولايات المتحدة كما يجب ألا ندخل في نادي الدول الفاشلة مثل أمريكا اللاتينية، ونحن مازلنا في عين الإعصار الاقتصادي”.