الخسائر اليومية تقدر بالمليارات مع استمرار الانقطاع التامّ في نقل الفسفاط التجاري نحو حرفاء شركة فسفاط قفصة
يستمرّ بولاية قفصة إنقطاع وسق الفسفاط التجاري نحو حرفاء شركة فسفاط قفصة بقابس وصفاقس وهو ما يعني توقّف لمبيعات هذه الشركة ولمداخيلها المالية، حسب ما أكده، اليوم الاثنين، مصدر مسؤول بالشركة لـ”وات”.
وقال المسؤول ” إنّ تزويد حرفاء شركة فسفاط قفصة وهم أساسا المجمع الكيميائي التونسي والشركة التونسية الهندية للاسمدة من مادّة الفسفاط تعثّر كثيرا منذ أواخر شهر ماي الماضي ليتوقّف تماما منذ شهر جويلية الجاري”، بسبب إعتصامات تنفّذها مجموعات من طالبي التشغيل والتنمية على مستوى مسالك نقل الفسفاط سواء بواسطة شركة السكك الحديدية أو عن طريق الشاحنات.
ونبّه هذا المصدر، الذي طلب عدم الكشف عن هويّته، إلى ما إنجرّ عن تواتر تعطيل وسق وبيع مادّة الفسفاط من “تعميق للازمة المالية التي تعاني منها أًصلا شركة فسفاط قفصة”، قائلا “إنّ الشركة تلاقي صعوبات كبيرة” في الحصول على السّيولة اللازمة لمواجهة النفقات اليومية وخلاص أجور أعوانها وأعوان الشركات المتفرّعة عنها وأيضا خلاص الصناديق الاجتماعية، وهي نفقات قدّر هذا المسؤول قيمتها بنحو 25 مليون دينار شهريا، دون إعتبار التمويلات الضرورية لتنفيذ أشغال الصيانة وبقية البرامج الاستثمارية للشركة.
ويعتصم منذ أكثر من 3 أشهر شبّان من معتمدية القصر على مستوى الخطّين الحديدين اللذين يربطان قفصة بكلّ من قابس وصفاقس متسبّبين بذلك في وقف وسق الفسفاط عن طريق القطارات انطلاقا من ولاية قفصة نحو معامل إنتاج الاسمدة الكيميائية في قابس والصخيرة.
وقال منسّق إعتصام شباب حيّ عمر بن سليمان، عادل شكري، لـ”وات” إن “الاعتصام والحراك الاحتجاجي الذي يخوضه الشباب للمطالبة بالتنمية والتشغيل سوف يتواصل إلى حين تلبيتها، مشيرا إلى عدم التوصّل إلى أي إتفاق “شامل” مع السلطات الجهوية في مفاوضاتهم معها.
كما تحول إعتصامات أخرى على مستوى مسالك وطرقات النقل البرّي دون نقل الفسفاط إلى هذه المعامل عن طريق الشاحنات.
وحسب مصدر بشركة فسفاط قفصة فإن الشركة مطالبة بشحن ما لا يقلّ عن 16 ألف طن يوميا من الفسفاط التجاري نحو حرفائها في الظروف العادية و 12 ألف طنّ في الظروف “الاستثنائية” وهي الكمّية الادني التي تسمح بإستمرار أنشطة معامل المجمع الكيميائي التونسي والشركة التونسية الهندية للاسمدة بالنّشاط وتجنّبهم وقف العمل.
كما أنّ شركة فسفاط قفصة لم تتمكّن منذ بداية العام 2020 وإلى حدود يوم 23 جويلية من وسق وبيع سوى مليون واحد و 503 ألف طنّ من الفسفاط وهو ما يمثلّ فقط نصف الكمّية التي برمجت هذه المؤسسة وسقها نحو حرفائها المحلّيين.
من جهة اخرى، وحسب معطيات للادارة العامّة للانتاج بشركة فسفاط قفصة، فإنّ نقصا بنسبة 35 بالمائة قد سجّلته هذه الشركة على مستوى إنتاج الفسفاط التجاري منذ بداية العام 2020، وعوض أن تنتج الشركة 3 ملايين و200 ألف طنّ من الفسفاط التجاري خلال الفترة الممتدّة من غرّة جانفي إلى حدود 23 جويلية الجاري حسب ما رسمته من أهداف انتجت فقط مليوني طنّ بسبب تواتر الحراك الاحتجاجي في مناطق إنتاج الفسفاط.