شهادة مؤثرة لعامل محكمة مدنين الذي اعتدى عليه القاضي
بحثاً عن حيثيات وكواليس الاعتداء الذي طال “الصادق المرخي” الموظف بمحكمة الاستئناف بمدنين الذي تعرّض للاعتداء من قبل قاضٍ هناك؛ اتصلنا بالمعنيّ بالأمرْ الذي روى لنا القصة كاملة. الصادق المرخي: “كل ما يصلني بالقاضي المعتدي هو العمل؛ لا نتواصل إلاّ داخل أسوار المحكمة وعلاقتنا تنتهي بانتهاء ساعات العمل وبتجاوز عتبة قصر العدالة؛ طلب منّي “المعتدي” أن أجلب له أوراقاً من سيارته المركونة في الخارج، رفضت ذلك الطلب نظراً لأنه خارج مهامي ولستُ مكلفاً له؛ فمهمتي منحصرة بمحيط المحكمة؛ تناقشنا قليلاً ومن ثمّة انفض المجلس؛ ولم يتجاوز هذا النقاش في ذهني إلاّ أن يكون سوء تفاهمٍ.
انتقلت بعد ذلك إلى مكتب إحدى الزميلات لأخذ وثائق من هناك؛ وما هي إلاّ لحظات حتى سمعت دوي إغلاق باب المكتب بقوّة؛ فإذا به سيادة القاضي يصيح “ما ناخو حقّي كان بيدي” وانهال عليّ بالضرب؛ طرحني أرضاً ركلني على صدري؛ لكمني على وجهي؛ الآن عيني متضررتيّن؛ أنفي يقطر دماً؛ ولا أخفيكم أنّ كامل أعضاء جسدي قد تضررت.
بعد أن انهال عليّ ضرباً خرج ونفض ثيابه وكأن شيئاً لم يكن … اليوم استخرجت شهادةً طبيّة وقدمت شكايةً في الغرض ولن أتنازل عن حقّي؛ وعموماً فإنّ كلّ الزملاء في المحكمة لا يطيقونه لفضاضاته وسوء خلقه وها هو اليوم يعتدي علينا دون احترامٍ لذواتنا ولا لحرمة المكان الذي هو فيه”.