“من الكرسي المتحرك إلى التاكسي الطائر”: التونسية إيمان سفاقسي تفتح الطريق نحو التنقل الجوي المتقدم والشامل في أبوظبي (صور)
إيمان صفاقسي، شابة تونسية تتميز برؤيتها الثاقبة وإرادتها الصلبة، لفتت الأنظار خلال مشاركتها في معرض الطيران 2024 الذي أقيم في أبو ظبي، لتصبح رمزًا للأمل بالنسبة للأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة. حلمها الجريء بأن تصبح أول امرأة من ذوي الإعاقة تقود طائرة بدون طيار يتجاوز الإنجاز الشخصي ليصبح ثورة حقيقية في مجال الطيران المتقدم، بحيث يصبح متاحًا للجميع.
في مايو 2022، واجهت إيمان حادثًا مأساويًا إثر انفجار أنبوب غاز في منطقة الخالدية بأبو ظبي. وبينما كانت تقدم المساعدة للضحايا، تعرضت لانفجار ثانٍ أصابها بجروح خطيرة وقلل من فرص بقائها على قيد الحياة إلى 0.1%. ورغم ذلك، وبفضل إرادتها القوية، نجت إيمان وخاضت رحلة طويلة من إعادة التأهيل استعادت خلالها القدرة على المشي، في تحدٍ لكل التوقعات. تقديرًا لشجاعتها وتفانيها، منحتها سلطات أبو ظبي جائزة أبو ظبي اعترافًا بإيثارها وشجاعتها الفائقة.
خلال معرض الطيران 2024، قدمت إيمان رؤيتها الطموحة التي تهدف إلى جعل السماء متاحة للجميع، بغض النظر عن القدرات الجسدية. وبالتعاون مع GUAMobility، تعمل على مشروع يعتمد على استخدام الطائرات بدون طيار والمركبات ذات الإقلاع والهبوط العمودي (eVTOL) كحلول نقل شاملة للأشخاص ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأشارت إيمان إلى أن التكنولوجيا يجب أن تكون وسيلة لخدمة الإنسانية، داعيةً قطاع الطيران إلى مراعاة قضايا إمكانية الوصول منذ مراحل التصميم الأولى. وشعارها المميز، “من الكرسي المتحرك إلى سيارة الأجرة الطائرة”، يعبر عن مستقبل تُزال فيه جميع الحواجز أمام التنقل.
استغلت إيمان منصتها لتوعية المهنيين في القطاع بأهمية تحقيق الإدماج في صناعة الطيران. كما دعت إلى التعاون بين الشركات والحكومات والمنظمات لتطوير بنية تحتية وتقنيات موجهة نحو تحقيق الشمولية. وبالنسبة لها، فإن الإدماج ليس خيارًا، بل ضرورة لبناء قطاع نقل جوي عادل ومستدام.
ركز معرض الطيران 2024، الذي أقيم من 19 إلى 21 نوفمبر، على الابتكارات مثل المركبات ذات الإقلاع والهبوط العمودي (eVTOL)، التي تعد بإحداث ثورة في وسائل التنقل الحضري عبر حلول مستقلة ومستدامة. كما ناقشت الفعاليات قضايا أساسية مثل الاستدامة والسلامة، مع التركيز على الإدماج، وهو موضوع حملت لواءه إيمان.
إيمان ليست مجرد ناجية، بل هي رائدة تثبت أن العقبات الجسدية لا يمكن أن تعيق الطموحات البشرية. قصتها شهادة حية على قوة العزيمة والابتكار، وتفتح الطريق نحو طيران متاح للجميع.
بفضل التزامها وشراكتها مع GUAMobility، تجسد إيمان مستقبلًا يصبح فيه التنقل الجوي حقًا للجميع، وليس امتيازًا لفئة معينة. وهكذا، تلهم إيمان الأشخاص من ذوي الإعاقة والعالم بأسره للإيمان بمستقبل تتحقق فيه الأحلام الكبيرة مهما كانت الظروف.