اكد رئيس الجمهورية قيس سعيد اليوم الاربعاء 6 افريل 2022 ان الشعب التونسي سيقول كلمته بعيدا عن اية محاولات للتدخل الاجنبي وبعيدا عن اية محاولات لتوظيف الرموز الوطنية وخاصة منها الرئيس الحبيب بورقيبة مشددا على ان تونس ليست ولاية عثمانية تنتظر فرماناً، في إشارة إلى زوم السلطنة العثمانية التي احتلت العديد من البلدان العربية لسنوات. .
وقال سعيد في كلمة بمناسبة زيارة ضريح الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة اليوم بالمنستير “حضرت هذا اليوم في الذكرى 22 لوفاة الرئيس الحبيب بورقيبة تقديرا لما قدم لتونس قبل الاستقلال واثر الاستقلال …بورقيبة قام بدور تاريخي الى جانب عدد من الزعماء الاخرين للوصول الى الاستقلال ولكنه جسد الاستقلال بقرارات وطنية اذكر من بينها القرارات المتعلقة بحرب الجلاء وبتأميم الاراضي الفلاحية وبتحقيق ثورة حقيقية عن طريق التعليم وخاصة مجلة الاحوال الشخصية.. كان يهمه الفكر وتحرير الفكر من الادران التي علقت به على مر عقود من الزمن وكانت الثورة الحقيقية الثقافية عن طريق تعميم التعليم في كل مكان وكانت النوادي في كل المدارس وكان هناك عمل حضاري كبير غيّر وجه تونس في هذا المجال وتغير حتى اللباس وتغيرت التقاليد وتحدث بكل عقلانية عن عديد المسائل ثم لا ننسى الدور الكبير الذي لعبته الدولة التونسية في مجال الصحة والتعليم والمراة ..تغير وجه تونس بناء على هذه السياسة التي تم اتباعها في المجال الاجتماعي ..”
واضاف “البعض يريد ان يستمد مشروعيته من رفاته رحمه الله ولكن جئنا الى هنا للتذكير بتاريخه وتقديرا لما قدم لتونس بعيدا عن اي توظيف سياسي مثلما يحاول الكثيرون ان يفعلوا ذلك.. لا ننسى تاريخنا ولا ننسى من قدموا انفسهم فداء لهذا الوطن وسنعمل بحول الله تعالى على ان نكمل مسيرة الشعب نحو الحرية التامة بعيدا عن اي تدخل في شؤوننا الداخلية و تعلمون كلكم مواقف الرئيس الحبيب بورقيبة رحمه الله من اي تدخل اجنبي بالرغم من المغريات التي تم تقديمها في اوقات كثيرة ولكنه لم يسلم في اية ذرة من تراب الوطن ..نحن ايضا لنا سيادتنا ولنا اختياراتنا بناء على الارادة الشعبية ..لسنا ايالة ولا ننتظر فرمانا من جهة معينة ولا نقبل بالقناصل الاجانب …احدهم يطالب بالعمل بالدستور والاخر يقول ان الدستور انتهى ..سيادتنا وكرامتنا وعزتنا قبل اي اعتبار …نحن دولة ذات سيادة والشعب فيها هو صاحب السيادة ولا يمكن ان ننتقل من مرحلة الى اخرى بناء على مؤامرات او بناء على الارتماء في احضان الاجانب …نحن نقدرهم ونتعامل معهم ولكن على قدم المساواة هذا ما ينص عليه القانون الدولي وهذا ما تنص عليه كرامتنا قبل هذه المبادىء المكرسة في القانون الدولي …” وذلك في رد غير مباشر عل تصريحات الرئيس التركي رجب طيب اردوغان والتي استنكر فيها حل البرلمان التونسي .”
وتابع “وما يحصل اليوم غير مقبول والشعب التونسي سيقول كلمته لكن بعيدا عن اية محاولات للتدخل الاجنبي وبعيدا عن اية محاولات لتوظيف الرموز الوطنية وخاصة منها الرئيس الحبيب بورقيبة رحمه الله تعالى رحمة واسعة في هذا الشهر المعظم الكريم والحقه بالنبيين والصدّقين والشهداء… قلتها في السنة الماضية لم يكن ملحدا …اذكر كيف ان زوجته الاولى شكرها وهي في بيتها بعد الطلاق منها قال اشكرها جزيل الشكر لانها ربت ولدي على القيم وعلى الدين الاسلامي ..يعني لم يكن هناك عداء ولم يكن هناك مشكل على الاطلاق… كل القضايا تاخذ للاسف غلافا يتعلق بتكفير هذا او ذلك ونحن صائمون ليس بناء على الفصل الاول من الدستور ولكن بناء على امر من الله والدولة وحدها هي التي يجب ان تشرف على الدين الاسلامي …”
وجدد سعيد انتقاده الجلسة الافتراضية التي عقدها عدد من النواب قائلا:” اليوم سنواصل البناء وكل ما سيفعلونه… واقولها اليوم من هذه المقبرة انه لا عودة للوراء وانه لا قيمة قانونية على الاطلاق على ما ينوون فعله من اجتماعات افتراضية… ومتى كانت المجالس النيابية عن طريق عدد من وسائل الاعلام الاجنبية؟ وهل هذه الوطنية التي ترسخت في تونس وبدات تترسخ وتظهر منذ اواخر القرن التاسع عشر وهذه الوطنية التي تجعلهم يرتمون في احضان الذين يكيدون لبلدنا كيدا ؟نحن شعب مستقل ذو سيادة وتم تحديد المواعيد حتى تعود السيادة للشعب لا ان تكون سيادة وهمية حينما يتحدثون عن سيادة الدولة ويتمسمون على اعتاب السفارات الاجنبية.”
وختم سعيد كلمته بالقول “كل عام وانتم بخير وتونس بخير ولن نعود ابدا كما قلت لكم الى الوراء نحن نصنع التاريخ نتطلع الى المستقبل بخطى ثابتة وبناء على ثوابتنا وبناء على فكرنا السياسي المستنير وكل ما سيفعلونه لا قيمة قانونية له على الاطلاق مردود عليهم باي مقياس من المقاييس كيف توضع القوانين عن طريق وسائل اعلام اجنبية هل هذا برلمان بعد ان تم تميد اعماله وبعد ان تم حله لان الامر اصبح يتعلق بوحدة الدولة وباستمكرار الدولة والدولة التونسية ليست لعبة والشعب التونسي ليس لعبة يمكن ان تحركها الخيوط التي تقف وراء الستار الشعب التونسي العظيم الذي حقق الكثير على مر التاريخ لا يمكن ان يستكين ولا يمكن ان يقبل بهذه المناورات لانها تتعارض مع تاريخه الكبير وتاريخه العظيم وتتعارض حتى مع القوانين التي وضعوها كيف يضعون قانونا وهميا مزعوما من تقدم بالمبادرة ومن ختمه هؤلاء ختم الله على قلوبهم فكيف نرجو منهم خيرا .. “