فاجعة في قصور الساف : البحر يلفظ جثة إمرأة وإبنيْها بعد مشاركتهم في عملية “حرقة”
ارتفع عدد الجثث التي لفظها البحر قبالة سواحل نابل منذ يوم الجمعة الماضي إلى 25 جثة ، وهي تعود لمهاجرين بعد غرق مركبهم. وذكر مكتب المنظمة الدولية للهجرة في تونس، بأن عدد الجثث التي تم العثور عليها قبالة سواحل ولاية نابل “وصل إلى 25 جثة” لمهاجرين انطلقوا “منذ أيام من السواحل التونسية” في اتجاه السواحل الأوروبية. وقدرت المنظمة أن نحو ستين مهاجرا من جنسيات مختلفة بينها تونسية كانوا على متن المركب. وكان الناطق الرسمي باسم الحرس البحري بالساحل، الرائد محمد الحسيني، إرتفاع عدد الجثث التي تم انتشالها من طرف وحدات منطقة الحرس البحري بنابل، إلى 24 جثة آدمية، في آخر حصيلة رسمية. وشيعت اليوم الثلاثاء، منطقة قصور الساف بالمهدية، مواطنة تونسية في الأربعين من عمرها رفقة ابنها البالغ من العمر 15 سنة، بعد أن لفض البحر جثتيهما، أول أمس الأحد، في حين لا يزال ابنها الثاني (17 سنة) مفقودا، كما أكد النائب المجمدة عضويته مجدي الكرباعي، أن السلطات الإيطالية رفضت إجراءات الإلتحاق العائلي التي تقدم بها زوج الفقيدة التونسية، حيث حاول العديد من المرات و لكن وقع رفض مطلبه أكثر من مرة ، ما جعل هذه العائلة تقرر الهجرة، لتكون الكارثة. وفي بيان لها أمس الإثنين، طالبت 37 منظمة من بينها “المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية” السلطات التونسية “الالتزام الفعلي والعملي بإنقاذ أرواح المهاجرين في المياه الإقليمية التونسية عبر إطلاق آلية استباقية للمساعدة والإنقاذ البحري تستهدف انقاذ الأرواح”. وأوضحت ان هناك “تواترا منذ السنة الماضية في شهادات ناجين حول البطء في التدخل للوحدات البحرية”. وتمكن 15671 مهاجراً، بينهم 584 امرأة، من الوصول إلى الأراضي الإيطالية من السواحل التونسية عام 2021، في مقابل 12883 مهاجراً بينهم 353 امرأة عام 2020، بحسب المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية، المتخصص في قضايا الهجرة. ووصل أكثر من 123 ألف مهاجر إلى إيطاليا في 2021، مقارنة بنحو 95 ألفاً في العام السابق، وفق مفوضية الأمم المتحدة السامية لشؤون اللاجئين. وفُقد ما يقرب من ألفي مهاجر أو غرقوا في البحر المتوسط العام الماضي، مقارنة بـ1401 في 2020، وفق المنظمة الدولية للهجرة. وتؤكد المنظمة أن وسط البحر الأبيض المتوسط هو أخطر طريق للهجرة في العالم. وتقدر الوكالة التابعة للأمم المتحدة أن أكثر من 18 ألف مهاجر لقوا حتفهم أو فقدوا في هذا الطريق منذ 2014.