الأول في شعبة الآداب يدوّن قصّة نجاحه وكفاحه في وسط اجتماعي فقير” ما مِنْ شيْ يجعلنا عظماءَ كالألمِ العظيمِ “
نشر التلميذ المتحصل على المرتبة الاولى على المستوى الوطني في امتحان البكالوريا شعبة الأداب بدر الدين الماجري تدوينة استعرض فيها مختلف المحطات التي واجهها قبل تحقيق التميّز وفيما يلي نص التدوينة:
كلمة حقّ
أنا بدر الدين الماجري نجحتُ بنعدّل 16.81 الأوّل وطنيّا، شعبة الآداب، أحمد الله وأشكره على فضله ونعمته، مَنّى عليّ بالنجاح ووفّقني لإرضائه وإرضاء والديّ الكادحيْن…
أشكرُ كلّ المحيطين بي من الصادقين، وأوّلهم أبي الذي حرمَ نفسه وكدحَ وجاهد من أجلي أنا وإخوتي…
” ما مِنْ شيْ يجعلنا عظماءَ كالألمِ العظيمِ ” هكذا كان يقول لي أستاذي الجليل منير الجامعي، فيبدّدُ وجعي:
• وضع ماديّ أقلّ من المتوسط…
• وضعغ اجتماعي متردّي…
• بعد المسافة بين مسقط رأسي (الدخايلية) ومكان الدراسة غارالدماء)
• أغادر المنزل السادسة والنصف وأعود إليه بد السابعة بواسطة الحافلة المشؤومة…
• أقضّي فترة الراحة أمام المعهد أو في المقهى (لتناول فطور منتصف النهار…)
= كلّ ذلك جعلني أنبش بأظفري وأسناني بحثا عن الأمل في مستنقعاتِ اليأس، وسعيا وراء الحياة في كهوف الموتِ…
الحمد لله لستُ أشكو أو أستجدي، ولكن لِيعلمَ أترابي ويتعلّموا أنّه لا شيء مستحيل…
وليعلمَ الجمعُ أنّ ورائي رجلا عظيما: بقسوته وحنيّته وغضبه ولينه، بنصائحه وتوجيهاته بعمله الذي أشقانا وأمتعنا، وأغنانا وأعفانا من البحث عن المعلومة خارج القسم، إنّه لا يفارقنا أبدا في القسم وأمام المعهد ويتواصل معنا بالهاتف وقت الحاجة والأجملُ أنه خصّص لنا صفحة مغلقة (رابعة آداب 1 أبو القاسم الشابي) يدرّسنا من خلالها عن بعد أوقات الانقطاع، ويسجّل دروسا إضافيّةً ويرسلها إلينا…(تراوحت معدّلي عنده بين 08 و16، وكان دائما يغضبُ ويقول لي بإمكانك الحصول على 18، فأضحك خفيةً واستغرب، ولكن تحقق الحلم وتحصلتُ على 17.5 فقط) إنه قدوتي الأستاذ الفاضل منير الجامعي أعانه الله وجازاه خيرا وكلّ أساتذتي فردا فردا…
شكرا للجميع، من درسني، من فرح معي، ولستُ أرجو من الله إلاّ أنْ تتوفّر لي ظروف في الجامعة أفضل من هذه الظروف لأحقق أحلامي، وأعوّض والديّ وأنفع بلادي وأساهم في بنائه مع الوطنيين والصادقين والأحرار… لذلك أدعو المسؤولين إلى الالتفاتِ إلى المناطق النائية والاهتمام بالكادحين لأنّ فيها رجالا صادقين لا يبغون إلاّ صلاح تونس وفلاحها…