احمد الصغيري مهندس فقد عمله في شركة صناعة مكونات طائرات بسبب الكورونا ..فحول درادته الهوائية الي مقهى متجول (صور)
أحمد الصغيري هو مهندس شاب تونسي فقد وضيفته بسبب جائحة الكرونا بعد ان كان يعمل في شركة صناعة طائرات فقرر ان لا يستسلم للبطالة والواقع الصعب وقام بتصنيع عربة لبيع القعوة والعصائر منقولة على دراجة هوائبة على الطريقة الاوروبية ليكسب منها رزقه ويفتح بها مغامرة جديدة في حياته.
أحمد يغادر منزله في الصباح الباكر قاصدا وسط مدينة المروج أو المعاهد والكليات، حيث يتضاعف الاكتظاظ السكاني، أو في الأماكن التي يطلب منه حرفاؤه التواجد فيها.
ويقول احمد أنه اختار صنع القهوة لأنه المشروب الأكثر طلبا في تونس، ولأن السلطات التونسية فرضت غلق المقاهي في أوقات مبكرة خلال فترة الحجر الصحي لتجنب الاكتظاظ.
ويقول احمد ان الناس لم يقتنعوا في البداية بهذه الفكرة خاصة وأن التونسيين لا يقصدون المقاهي لشرب القهوة فقط بل من أجل الحديث الذي يدوم أحيانا بالساعات” لكن مع الوقت تقبلوا الفكرة وتزايد الاقبال.
ولم يكن اختيار أحمد الصغيري للدراجة الهوائية اعتباطيا، خاصة وهو المهندس الصناعي والرياضي المولع بالعدو وبركوب الدراجات، فاستثمر خبرته في مجال الهندسة الصناعية واهتمامه بالرياضة لابتكار هذه الوسيلة الطريفة.
ويقول احمد، اخترت هذه الوسيلة لأنها صديقة للبيئة ولا تفرز انبعاثات مضرة، رغم أن السيارة أو الدراجة النارية أكثر ربحا على اعتبار أنهما تسمحان بالتنقل إلى أماكن بعيدة وفي وقت وجيز”.
تنفيذ هذا المشروع لم يكن بالأمر الهين بالنسبة لأحمد، حيث إن غياب التمويل فرض عليه إنجازه عبر مراحل، قائلا “استغرقت مني المهمة عاما ونصف في حين أن المسألة لم تكن لتتجاوز الشهر ونصف إذا توفر الموارد المالية”.
طموح أكبر
ولا يتوقف طموح أحمد عند هذا الحد، إذ قاده تشجيع الناس وتتالي طلباتهم إلى التفكير في تطوير مشروعه وفتح فروع للمقهى المتجول في محافظات أخرى خارج مجال تونس الكبرى.
ويرى أحمد أن نجاح مشروعه هو دليل على أن البطالة ليست قدرا محتوما على العاطلين عن العمل وأنه يمكن للفرد أن يصنع مستقبله معتمدا على نفسه.
وتابع “المسألة هي مسألة عقلية، إذ كان بالإمكان أن أكون واحدا من مئات الشبان الذين ينتظرون أن تشغلهم الدولة في مجال تخصصهم وبأجر معين، ولكنني اخترت أن أسلك طريقا مغايرا وأن أعوّل على ما أملكه من معرفة ومكاسب مهنية رغم ضعف رأس المال”.
ويدعو أحمد أمثاله من الشباب إلى عدم الاستخفاف بأفكارهم وأن يؤمنوا بقدراتهم التي تسمح لهم بتنفيذ مشاريع مهما كانت بسيطة ومن ثمة التفكير في تطويها تدريجيا.